87.7 FM
آخر الاخبار

من فالبوينا إلى بوغبا… عودة على أشهر قضايا الابتزاز في عالم كرة القدم الفرنسية

يمثل عالم كرة القدم ورواتب لاعبيه المحترفين المذهلة أرضا خصبة لتكاثر المستفيدين والطفيليين. فالمحيطون باللاعبين سواء أكانوا أخا أكبر أو صديق طفولة أو حتى وكيلا رياضيا قد لا يريدون مصلحة نجوم الكرة المستديرة. عودة سريعة على أبرز قضايا الابتزاز.
نزاع علني مرير بين أفراد أسرة نجم المنتخب الفرنسي بوغبا؛ فقد هدد ماتياس بوغبا شقيقه الصغير بول بوغبا “بالكشف” علنا عن طبيعته الحقيقية. في المقابل، اتهم لاعب يوفنتوس أخاه الأكبر “بمحاولة ابتزازه”.
هذا هو الظاهر للعيان، لكن المضمر في هذه القضية يتمثل أكثر في مسألة استفادة المحيطين بلاعبي كرة القدم من ثراء الأخيرين. فهذه الرياضة تجذب حتما المستفيدين من جميع الأنواع نظرا لحجم المبالغ المالية التي يتم تداولها في سوق الاحتراف. فأفراد العائلة أو الأصدقاء القدامى أو الجدد إضافة لحفنة من النسور التي تحوم حول لاعبي كرة القدم قد يكونون جزءا من هؤلاء المستفيدين.
الخلاصة هي أن عالم المستديرة مليء بالقصص الدنيئة التي تبعث على الذهول بمحاولات الابتزاز واسعة النطاق، التي يقول بول بوغبا إنه ضحية لها. في يناير/كانون الثاني الماضي، كشف القائد السابق للمنتخب الفرنسي باتريس إيفرا هذه الحقيقة الوحشية بوضوح عندما قال إن اللاعبين يتعرضون لمحاولات مستمرة من الابتزاز.
فقد صرح إيفرا لصحيفة “لو باريزيان”: “إنه أمر صعب، لأنك تتحول فجأة من شخص لا يملك شيئا إلى شخص يمتلك الكثير والكثير من المال. فنحن غير مهيئين نفسيا لهذا الأمر. ولا أحد يقدِّم للاعبين هذا النوع من المساعدة، وهنا تكمن المشكلة. فالكثيرون يحومون حولك ولا سيما في السهرات. والكثير من اللاعبين تعرضوا للابتزاز في المطاعم على سبيل المثال من أشخاص هددوهم بالاعتداء عليهم وكسر أرجلهم إن لم يدفعوا للمطعم فاتورة وجبتهم”.
فيما أعرب أنطوان كومبواريه مدرب فريق نانت (بالدوري الفرنسي) عن استيائه لما يحدث مع لاعب يوفنتوس تورينو بول بوغبا، مظهرا أسفه للمخاطر التي تؤثر على اللاعبين. وصرح في مؤتمر صحفي قائلا: “بالنسبة لهم فإن الأمر في غاية الصعوبة. فعندما تكسبون الكثير من الأموال سيحوم حولكم النسور بلا شك. سواء أكانوا من العائلة أو من الدائرة المقربة من الأصدقاء أو الوكلاء والمستشارين… إنكم لا يمكنكم تخيل الضغوط الواقعة على اللاعبين”.
وفي فرنسا، حذر اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين مرارا وتكرارا اللاعبين من هذه الظاهرة القديمة والمعروفة. بيد أن وسائل الضغط تضاعفت مع ظهور شبكة الإنترنت. يقول الاتحاد: “إن صورة واحدة، أو فيديو لأحد اللاعبين يمكن أن يقلب الأمور رأسا على عقب… لأنه سيجوب العالم في 30 ثانية فقط”.
وفي تصريحه لوكالة الأنباء الفرنسية، يقول الاتحاد: “في مرحلة ما من مسيرتهم، يصبح اللاعبون أهدافا رئيسية لأشخاص عديمي الضمير، لذا نطلب منهم دائما توخي الحذر. لكن الأمر في حقيقته معقد للغاية، إذ نميل أحيانا إلى الوثوق بشخص من العائلة، أو شخص عرفناه منذ فترة طويلة. ولا يمكننا أن نتخيل في تلك اللحظة أنه ستحدث محاولات ابتزاز”. وفي السنوات الأخيرة، ثبت أن مشكلة الابتزاز من قبل الأشخاص المقربين ليست جديدة على الإطلاق.
كريم بنزيمة وصديقه المقرب وقضية الشريط الجنسي
هذه بلا شك قصة الابتزاز الأكثر شهرة في عالم كرة القدم الفرنسية. وأطلق عليها الرأي العام اسم “قضية شريط فالبوينا الجنسي”، وبدأت وقائعها في عام 2015. فعلى هامش تجمع للمنتخب الفرنسي، تلقى لاعب مرسيليا السابق عدة مكالمات هاتفية، زعم أن محاوريه حاولوا خلالها ابتزازه من خلال بث مقطع فيديو حميم. فتوجه للشرطة مقدما بلاغا. وكشف التحقيق أن كريم بنزيمة، زميل فالبوينا في المنتخب الفرنسي، قد تدخل في القضية.
في قلب القضية، ظهر “كريم” آخر وهو كريم زناتي، قادم مثل بنزيمة من حي برون في ضواحي مدينة ليون وصديق طفولة لاعب ريال مدريد. أدانت المحكمة بنزيمة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021 بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 75 ألف يورو بتهمة “التواطؤ في محاولة الابتزاز”. لكنه اعترض على الحكم وتقدم باستئناف. أضرت هذه القضية بمسيرتي فالبوينا وبنزيمة في المنتخب الفرنسي، ولم يتم استدعاء الأخير لمنتخب الزرق إلا في عام 2021 للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأوروبية.
نغولو كانتيه وشكوى ضد مستشاره السابق لحقوق عرض الصور
على الرغم من صورته كأحد لاعبي الكرة الطيبين والذي لا يعرف الكلل أو الملل، فإن نغولو كانتيه أيضا لم يسلم من التعرض للابتزاز، دليل آخر على أن الجميع في عالم كرة القدم ليسوا بمنأى عن هذه الآفة. في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019، قدم رفيق بول بوغبا في المنتخب شكوى ضد نواري خياري، مستشاره السابق لحقوق عرض الصور، بتهم “الاحتيال” و”الشروع في الاحتيال” و”خيانة الأمانة” و”انتهاك أخلاقيات مهنة الوكيل الرياضي”.
وصرح لمجلة “ليكيب” الرياضية قائلا: “أشعر أن ثقتي لم تكن في محلها. فقد توصلنا إلى اتفاق لإنهاء العقد، لكن هذا الشخص لم يحترمه. وحاول التشهير بي لدى المقربين مني والمحيطين بي لممارسة الضغط عليّ. في البداية، وافقت على الدفع. لكن هذا الشخص رفض الاعتراف بما فعله. بعد الدفعة الأولى، واصل مطالبتي بالمزيد. ففهمت، بفضل أصدقائي، أنه كان يحاول فقط الحصول على المال مني بكل الطرق”. لكن نظام العدالة الفرنسي رفض شكواه.
إيمانويل أديبايور: السكين على الرقبة
في عام 2018، كان النجم التوغولي إيمانويل أديبايور ضيفا في الفيلم الوثائقي “الجزء المظلم مني” من إنتاج قناة كانال +. تم تداول مقتطفات منه على نطاق واسع على الشبكات الاجتماعية بعد “قضية بوغبا”.
النجم السابق لـ “صقور” توغو تحدث عن العلاقة الصعبة التي ربطته مع عائلته بمجرد انضمامه إلى فريق ميتز الفرنسي ثم موناكو من بعد. في عمر 15 عاما استيقظ على أخيه واضعا سكينا على رقبته طالبا منه المال لبدء أعمال استيراد وتصد

ير السيارات بين ألمانيا وتوغو. فأفرغ حسابه البنكي ليعطي المال لأخيه قبل الاتصال بالشرطة. أدارت عائلته له ظهرها، معتقدة أن “المال قد أصابه بالكِبْر”.
لكن التهديدات لم تقف عند هذا الحد، يواصل قائلا: “ذات يوم، بعد انتهاء التدريب، كنت متعبا جدا وذهبت لأخذ قيلولة. استيقظت وكانت هناك سكين فوق رقبتي. عندما فتحت عيني، وجدت شقيقَيْ أمامي. كانا يصرخان في وجهي ويقولان إنني أضيع وقتهما. كان بيتر غاضبا جدا وكان كولا يدعمه. قلت لهما ”إذا كان هذا هو السبيل الوحيد لحل هذه المشكلة… اقتلاني وخذا المال!”. عندها وضعا السكين على الطاولة. بمجرد أن تصبح لاعب كرة قدم ومشهورا وتبدأ في جني القليل من المال، يتغير كل شيء.
واعترف إيمانويل أديبايور بأنه فكر في الانتحار خلال تلك السنوات. في عام 2015 نشر هداف أرسنال وتوتنهام رسالة طويلة على صفحته على فيس بوك حتى “تتعلم العائلات الأفريقية الأخرى وتأخذ عبرة مما يحدث”.
يوهان مولو اللاعب الذي دمره وكلاؤه
على الرغم من أن القضية القانونية بدأت عام 2019، فقد أعلن عنها رسميا يوهان مولو في مايو/أيار عام 2022 وادعى أنه تعرض للخداع من قبل وكلائه الذين سرقوا منه عدة ملايين يورو.
بحديثه هذا، استهدف اللاعب السابق في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، الذي لعب لا سيما لسانت إيتيان وستاد مالرب كان وكذلك موناكو، كلا من فرانك بيشون وباتريك بلوندو اللذين زُعم أنهما خدعاه لأكثر من عشر سنوات، وأخذا قروضا استهلاكية باسمه واشتريا عددا من العقارات بأمواله.
ويذكر قائلا: “أنا اليوم في وضع مالي صعب، وممنوع من التعامل مع المصارف وملاحق قانونيا من جميع المصارف لأني مدين لها كلها بالمال. لقد دمروا حياتي”.
ستبدأ المحاكمة في 23 سبتمبر/أيلول الجاري في مدينة مرسيليا.

النص الفرنسي: رومان ويكس / اقتباس: حسين عمارة

 

م.أ

وسوم :
مواضيع متعلقة
%d مدونون معجبون بهذه: