87.7 FM
آخر الاخبار

في ذكرى إعدامه.. ما الأسباب التي أطاحت بعبد الكريم قاسم في العراق؟

صوت البصرة -مواقع

لم تكد تمضي 5 سنوات على ثورة 14 يوليو/تموز 1958 التي أدت لقتل العائلة الحاكمة وتحول نظام الحكم في العراق من الملكي إلى الجمهوري حتى جاء يوم 8 فبراير/شباط 1963 ليشكل علامة فارقة في تاريخ العراق السياسي الحديث بإعدام عبد الكريم قاسم أحد أبرز رموز الانقلاب على الملكية العراقية.

حياته ونشأته
ولد عبد الكريم قاسم في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1914 في محلة المهدية بجانب الرصافة من بغداد من أبوين عراقيين في ظل عائلة كانت تعاني الفقر وشظف العيش، كان والده نجارا بسيطا ورغم ذلك استطاع قاسم إكمال تعليمه والتخرج من المدرسة الثانوية المركزية ببغداد عام 1931 في الفرع الأدبي ليعمل بعد ذلك معلما لمدة عام تقريبا.

وتشير الوثائق التاريخية إلى أنه في عام 1932 أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن فتح باب التقديم للكلية العسكرية ليقبل قاسم فيها ويتخرج بتفوق عام 1934 برتبة ملازم ثان، وفي غضون سنوات تدرج في الرتب العسكرية حتى رقّي إلى عميد ركن وبات يشغل مواقع عسكرية مهمة.

يقول الضابط العراقي المتقاعد حسن العبيدي إن قاسم شغل منصب آمر اللواء 19، وشارك من خلاله في العديد من الحروب في فلسطين والفرات الأوسط ضد الحركات الشعبية المناهضة للحكومات الملكية قبل عام 1958.

ويضيف العبيدي للجزيرة نت -الذي اطلع من خلال والده الضابط على تلك الحقبة- أن قاسم كان قائدا عسكريا جيدا في عهد الملكية، وكانت تربطه مع رئيس الوزراء في العهد الملكي نوري السعيد علاقات جيدة، لكن تبين فيما بعد أنه كان يستغلها سرا في تشكيل نواة تشكيلات عسكرية مناهضة للملكية، ومنها انضمامه إلى حركة الضباط الأحرار.

سيطرته على مقاليد الحكم
في عام 1954 تشكلت نواة حركة الضباط الأحرار التي أطاحت فيما بعد بالحكم الملكي، ويقول الكاتب جمال مصطفى مردان في كتابه “عبد الكريم قاسم.. البداية والسقوط” إن حركة الضباط الأحرار أيدت فكرة دعوة قاسم للانضمام إليها بسبب سمعته العسكرية وقيادته للواء مشاة المنصورية، إذ رأت الحركة أنه مهم للإطاحة بالحكم الملكي، وبعد انضمامه إلى الحركة انتخب رئيسا لها عام 1957.

ويضيف مردان في كتابه أن ثورات عدة أفشلت قبل عام 1958، وبعضها من قاسم ذاته لعدم حصوله فيها على مواقع مهمة، مشيرا إلى أنه بعد قيام ثورة 14 يوليو/تموز تولى قاسم منصب رئاسة الوزراء.

من جهته، يقول أستاذ تاريخ العراق السياسي الحديث مؤيد الونداوي إن ثورة 1958 هيأ لها تنظيم الضباط الأحرار والجبهة الوطنية للأحزاب السياسية، إلا أن قاسم وعلى الرغم من اتفاقه مع الضباط الأحرار على خطة الثورة فإنه وبمعية عبد السلام عارف عملا على قلب النظام بالطريقة الدموية دون رضا الضباط الأحرار، واستحوذ كلاهما على المناصب الرئيسية في الجمهورية الوليدة.

ويتابع الونداوي أنه اتضح جليا فيما بعد عدم امتلاك قاسم مشروعا سياسيا واضحا، ولذلك سرعان ما تخبط في السياسة الداخلية والخارجية رغم بعض الإصلاحات كإلغاء قانون العشائر وإلغاء الإقطاع.

أسباب داخلية وخارجية
ولمزيد من التفاصيل عن الأحداث التي أدت للانقلاب على قاسم، يرى عميد كلية الآداب في جامعة الموصل محمد علي عفين أن شخصية عبد الكريم قاسم كانت بسيطة لانتمائه إلى مجتمع بسيط، فضلا عن أنه لم يكن مطلعا على السياسة الداخلية والخارجية للبلاد.

ويشير عفين في حديثه للجزيرة نت إلى سبب آخر للانقلاب عليه يتمثل بتوسع المد القومي والتيار الناصري الذي كان قاسم مناهضا له، فضلا عن نأي قاسم بالعراق عن حلف بغداد مع الغرب، مما أدى للتسريع بالانقلاب عليه.

أما إبراهيم العلاف المتخصص في التاريخ الحديث والمعاصر فيشير من جانبه إلى أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية أدت لانقلاب 8 فبراير/شباط 1963، حيث إن قاسم وبعد سنوات على توليه المسؤولية بعد الإطاحة بالعائلة المالكة كان قد استنفد مبررات وجوده داخليا بسبب الصراعات الدامية بين الأحزاب السياسية، فضلا عن تأجيجه الصراعات بين القوميين والشيوعيين.

وسوم :
مواضيع متعلقة
%d مدونون معجبون بهذه: