صوت البصرة – وكالات /
لم يكن اختيار النجم الإسباني، أندريس إنييستا موعد الثامن من أكتوبر/ تشرين الاول الجاري لإعلان اعتزاله أمرًا اعتباطيًّا، بل كان امتدادًا لما رسمه اللاعب الموهوب من لوحات رائعة طوال مسيرته الكروية التي ناهزت الثلاثة عقود من السحر والإبداع، قضى الجزء الأكبر منها في معقل نادي برشلونة عشقه الأول والأخير.
وقبل أن يعلن رسميًّا، يوم 8 من الشهر الجاري، وضع حد لمسيرته الكروية الملهمة لكثير من الأجيال القادمة في كرة القدم، اختار اللاعب تاريخًا رمزيًّا، برقم حمله على قميصه مع الفريق الكتالوني، قبل أن يقرر في عمر 40 عامًا اعتزال اللعب نهائيًّا.
وحمل إنييستا طوال مشواره الكروي أزياء 3 أندية، وهي برشلونة وفيسل كوبي الياباني ونادي الإمارات، ولكن الجزء الأعظم من تلك الرحلة الطويلة قضاه بين أسوار ملعب كامب نو، وفي كثير من الملاعب الإسبانية والأوروبية، وخاض أعظم موقعة كروية إطلاقًا في بلاد نيلسون مانديلا، عندما قاد لاروخا العريقة لتحقيق مجد مونديالي هو الأول في تاريخها: لقب كأس العالم 2010.
وبدأ أندريس إنييستا مسيرته الكروية مثل كثيرين من أبناء الجيل الذهبي لبرشلونة، ضمن أكاديمية لاماسيا، مع نجوم أمثال فيكتور فالديز وجيرارد بيكي، ومع الثنائي ليونيل ميسي وتشافي هيرنانديز، إذ كان بعضهم لبعض ظهيرًا في أغلب تتويجات الفريق الكتالوني محليًّا وأوروبيًّا وعالميًّا.
وقاد إنييستا مع الفريق الذهبي للبارسا، تحت قيادة لويس فان خال، أو مواطنه الهولندي فرانك ريكارد أو مع الإسباني بيب غوارديولا وغيرهم، ناديه لأكبر التتويجات، التي يأتي في مقدمتها دوري أبطال أوروبا 2006 و2009 و2011 و2015، وكأس العالم للأندية 2009 و2011 و2015، فضلًا عن كثير من الألقاب الأخرى التي جعلته واحدًا من أكثر اللاعبين تتويجًا في تاريخ كرة القدم بوصوله إلى 35 لقبًا مع الأندية من بينها 32 مع البارسا.
زبجانب لوحته مع برشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2009 أمام تشيلسي الإنجليزي عندما سجل هدفًا مذهلًا في مباراة صاخبة ليقود فريقه للنهائي، قدم الرسام كثيرًا من اللوحات الكروية الأخرى التي لا تزال منصات التواصل تعرضها ضمن عنوان واحد: أجمل اللقطات الكروية الساحرة.
ومع منتخب إسبانيا، لا يزال هدف إنييستا في شباك منتخب الطواحين الهولندية في نهائي مونديال 2010 بجنوب إفريقيا واحدًا من اللحظات الفارقة، ليس فقط في مسيرة اللاعب، وإنما في جيل كامل، وفي تاريخ كروي لإسبانيا.
وفي نهائي يحبس الأنفاس، سجل إنييستا هدفًا قاتلًا في شباك هولندا منح به بلاده لقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها بعد عامين فقط على التتويج بلقب كأس أمم أوروبا 2008 على حساب كبير آخر من كبار أوروبا، وهو منتخب ألمانيا.
وفي 2012، أضاف إنييستا وكتيبة المدرب فيسنتي ديل بوسكي اسم إيطاليا لقائمة المنتخبات الكبرى التي انحنت أمام إبداعات الإسبان.
وأحرز إنييستا في تلك الصائفة لقب يورو 2012، بعد الفوز (4 ـ 0) على إيطاليا بقيادة بيرلو وبوفون وبالوتيلي وآخرين.
وعلى امتداد مشواره الاحترافي الذي بدأ في 2002، وانتهى بعد ذلك باثنين وعشرين عامًا، خاض لاعب الوسط اللامع ما يزيد على ألف مباراة طوال مسيرته محرزًا ما يزيد على 100 هدف، وسيظل إنجازه الأعظم تتويجه بكأس العالم 2010 مع منتخب لاروخا بجانب أربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، وشحت قميصه في آخر موسم له مع برشلونة في 2017 ـ 2018.
وحاليًا، يلعب أندريس إنييستا مع نادي الإمارات، حيث انضم إليه في أغسطس/ آب 2023 بعد فترة طويلة مع نادي فيسيل كوبي الياباني، ومنذ انتقاله، شارك في عدة مباريات وسجل خمسة أهداف.