87.7 FM
آخر الاخبار

سياسة إيران وانسحاب القوات الأميركية.. ماذا يعني للعراقيين فوز بايدن؟

صوت البصرة – وكالات:

يحتدم النقاش في الأوساط السياسية العراقية، بشأن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، إلى رئاسة الولايات المتحدة، الأميركية، وتأثير ذلك على الداخل العراقي، والتغييرات المتوقعة في سياسة واشنطن تجاه المنطقة بشكل عام وبغداد على الأخص.

وجاء التغيير الجديد في الإدارة الأميركية، متزامناً مع تصاعد النقاشات بشأن مصير القوات الأميركية في العراق، ومحاولات قوى سياسية عراقية الضغط باتجاه إخراج جميع الجنود الأميركيين من البلاد، وربما أبعد من ذلك، من خلال استهداف سفارة الولايات المتحدة في بغداد بالصواريخ بين حين وآخر.

دولة مؤسسات .. لكن للرئيس وجهة نظر

ومن المعروف أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات وليس بالضرورة أن تتغير سياساتها الخارجية لوصول هذا المرشح أو ذاك للبيت الأبيض، لكن مع ذلك يرى آخرون أن بعض الملفات ربما تخضع لوجهة نظر الرئيس في بعض الأحيان.

ويبدي القيادي في الجبهة العراقية، أثيل النجيفي، تفاؤلاً بشأن وصول بايدن، حيث يعتقد أنه “لديه رؤية خاصة بالوضع العراقي، ويتوفر على معرفة كبيرة بالشخصيات والقيادات العراقية، اكتسبها من خلال عمله نائباً للرئيس السابق باراك أوباما، واطلاعه على شؤون الشرق الأوسط، ونتوقع أن يبدأ بداية جديدة ترتكز حل الوضع العراقي المعقد”.

وأضاف النجيفي، : “أتوقع أن ينعكس وصول بايدن على الوضع العراقي، خاصة إذا عاد إلى الاتفاق النووي، ما يحدد طبيعة الوجود الإيراني في العراق، وانسحابها بتوافق مع واشنطن، وليس كما أراد ترامب بالضغط والإكراه”.
حقبة جديدة

وتؤشر بوصلة التوقعات إلى ثلاث ملفات قد تطاولها تغييرات الإدارة الأميركية، وأبرزها، ملف التواجد الأميركي العسكري في العراق، والثاني يتعلق بتنظيم داعش، والملف الثالث والأخير وربما الأهم يتمثل بالصراع الأميركي الإيراني في المنطقة.

وبشأن انسحاب القوات الأميركية من العراق، فإن بايدن يعتقد أن أي انسحاب كامل للجيش الأميركي من البلاد غير ممكن في هذا التوقيت لاعتبارات عدة، فضلاً عن ارتباط هذا الملف بالملفين الآخرين المتعلقين بالعراق، فهو قد يضعف من قوة الحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش وبالتالي يزيد من إمكانية خسارة زخم الانتصارات الذي تحقق ضد التنظيم المتشدد في العراق والمنطقة.

ملفات حاسمة

ويتواجد نحو 2500 جندي أميركي في العراق، وتجري مباحثات بين بغداد وواشنطن من أجل تنظيم هذا الوجود خلال المستقبل.

كما، يبرز ملف تنظيم داعش، ونشاطاته الملحوظة في مناطق شمال وغرب البلاد، عاملاً أساسياً في نظرة العراقيين إلى سياسة الرئيسين تجاه محاربة الإرهاب، وعدم إضاعة المكتسبات التي تحققت خلال السنوات الماضية، المتمثلة بهزيمة داعش وتقويض نشاطاته.

لكن آخرين يرون أنه ليس بالضرورة أن تعيد إدارة بايدن، النظر في مجمل سياسات ترامب، فهي في النهاية صادرة من مراكز القرار والدوائر الداخلية الفنية، فعلى سبيل المثال، لم تتحسن العلاقات الأمريكية الإيرانية في عهد الرئيس أوباما بشكل كبير، حتى بعد إبرام الاتفاق النووي عام 2015، ولم تسمح إدارة أوباما للبنوك والشركات الأمريكية أن تتعامل مع إيران، وما حصل هو وضع برنامج التسلح النووي الإيراني تحت الرقابة الدولية.

لكن المحلل السياسي، عماد محمد، يرى أن “وصول بايدن إلى البيت الأبيض، ربما سينعكس إيجاباُ على الوضع الداخلي للعراق، عبر تخفيف حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وتهدئة الصراع بين الطرفين، وهذا يحتاج أيضاً إلى اندفاع عراقي من الداخل، تجاه تصويب سياسية الولايات المتحدة، في الداخل العراقي، بما يحقق مصالح البلاد”.

وأضاف أن “المخاوف العراقية من وصول بايدن تبددت بشكل كبير، مع تصاعد الوعي بشأن مشروع الفيدرالية الذي طرحه، سابقاً، وتوصل العراقيون إلى نتيجة مفادها أن بايدن، لا يمكن له تقسيم العراق، مشيراً إلى أن “هناك قلقاً بشأن انسحاب مفاجئ للقوات الأميركية، وهذا لا يحصل أيضاً، فواشنطن تدرك أن الساحة العراقية، ملائمة لمواجهة طهران، وكذلك الحفاظ على مكتسبات الانتصار على تنظيم داعش”.

ويقول مراقبون إن محاربة الإرهاب تشكل أحد العناصر الأساسية في العقيدة السياسية والعسكرية الامريكية، ومن المرجح أنها ستستمر في تقديم الدعم للقوات العراقية في محاربة الإرهاب والقضاء على داعش وفقا للنمطية الامريكية في العراق.

مشروع إخراج القوات الأجنبية مستمر

ويقول تحالف الفتح بزعامة هادي العامري، إن فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لن تمنع من الاستمرار بمشروع إخراج القوات الأمريكية من العراق.

وقال النائب عن التحالف عدي شعلان: إن “فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لن يمنعنا من الاستمرار بإخراج القوات الأمريكية من العراق، فنحن سنبقى نطالب بهذا الأمر وسنضغط على حكومة مصطفى الكاظمي لتطبيق قرار البرلمان”.

وأضاف في تصريح صحفي، أن “سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه العراق، لن تتغير بعد فوز جو بادين بالرئاسة، فالسياسية الأمريكية شبه ثابتة، وهي ستبقى تعمل على عدم استقرار العراق، وفي المقابل، سنبقى نحن نعمل على تحرير العراق من كامل الهيمنة الأمريكية”.

أما النائب عن حركة عصائب أهل الحق، أحمد الكناني، فيرى أن “السياسية الخارجية الامريكية وخاصة في الشرق الاوسط واحدة لا تتغير بتغير الرؤساء، لكن الاختلاف الوحيد هو وجود رئيس يؤمن بالحوار السياسي والدبلوماسي وبين من يريد التصعيد”.

وأضاف أنه “نتطلع ان لا يكون بايدن كسلفة دونالد ترامب، الذي صعد من خطابه في الشرق الاوسط والعالم”.

واشار الكناني إلى أن “سياسة امريكا مرسومة لكل رئيس قادم يحكم الولايات المتحدة، لكن هنالك من يؤمن بالحوار وآخر يؤمن بالتصعيد”.

ويعتقد مختصون أن تعليق الآمال على الانتخابات الأمريكية ونتائجها يدل على انعدام وجود سياسة عراقية مستقلة عن التأثيرات الخارجية، إضافة إلى أن مصيره غائب في ميزان هذه الانتخابات، ولم يحسب أي من المرشحين الحساب للعراق في مناظرتهما أو تصريحاتهما، مما يعني أن العراق لم يعد من الأولويات الأمريكية بعد ظهور ملفات أخرى إلى السطح كإيران والصين وروسيا.

بدوره، يرى عضو لجنة العلاقات الخارجية النائب ظافر العاني، أن “العراقيين يتطلعون إلى حقبة جديدة في العلاقات الامريكية العراقية لا تذكرهم بالسياسات الخاطئة التي ارتكبتها إدارة الرئيس أوباما في العراق يوم كان بايدن نائبا للرئيس”.

وأضاف، في تغريدة عبر “تويتر”: “لقد بات واضحا أن تلك السياسات المتحيزة سمحت لتوغل إيراني في العراق وتدخل أمريكي فظ في الشؤون الداخلية للعراق الى حد الانحياز لطرف ضد آخر في انتخابات ٢٠١٠”، مبينا أنها “شجعت على نمو المليشيات في جسد الدولة العراقية وقد دفع العراقيون جراء ذلك ثمنا غاليا من حياة ابنائهم ومقدرات وطنهم حيث ادى ذلك لنشوء الارهاب الداعشي والإرهاب المليشياوي المضاد”.

وأكد العاني “لسنا ضد أن تقرر واشنطن أين مصالحها ومع اية دولة ولكننا لا نرضى بأن يكون العراق ثمنا لتفاهماتها في الشرق الأوسط كما فعلت سابقا وهي تبرم اتفاقها النووي مع طهران، فهذه سياسة قصيرة النظر ولاترسي السلام والامن الاقليمي”.

وسوم :
مواضيع متعلقة
%d مدونون معجبون بهذه: